صرخات انثى آية محمد رفعت
خطيبها ولا مش معزوم عليها!
منحها نظرة مغتاظة قبل أن يهز رأسه وينسحب لغرفته فتوقف بالخارج فجأة حينما استمع لزوجته تردد بفرحة
براڤو يا فريدة هانم عمران مكنش عمره هيروح حفل الافتتاح ده ومتتخيليش الحفلة دي مهمة لشركاتنا ازاي
أشارت لها بكبرياء
أنا قولتلك هخليه يروح وكلمتي واحدة.
واسترسلت بحزم
وتابعت وهي تغادر للخارج
لازم تكونوا وجهة مشرفة لعيلة سالم عشان راكان المنذر يعرف هو ناسب مين!
ولج لغرفته پغضب من سماع خططتها الوضيعة فألقى جاكيته على الفراش بعصبية وجاب الغرفة ذهابا وإيابا وهو يهتف
وابتسم بمكر وهو يجذب هاتفه ليحرر زر الاتصال بعشيقته متابعا
هتحضري معايا الحفلة بس أوعدك هيبقى يوم متنسهوش أبدا عشان بعد كده تحرمي تتذاكي على عمران سالم!
بين غيمة الليل المظلم المغدف كانت تخطو بفستانها الأبيض بخطوات بطيئة ومن خلفها طرفه الطويل يلامس الأزهار الذابلة الملقاة أرضا بإهمال فتشابكت بأطرافه واتبعتها كالظل الملازم لها كأنها تزف لها بشرى سيئة لما ستجده الآن من مصيرا بائسا ينتظرها استدارت للخلف وخصلات شعرها الفحمي يتمرد على كتفيها كالشلال المحاط بجوهرتها الثمينة.
تراجعت للخلف پخوف وهي تراقب اقترابهم الخطېر منها تراجعت حتى احتجز جسدها بين ثلاثة حوائط عقدت مستطيل حولها وأربع أضلاعه موجه بالذئاب التي بدأت تنهش عظامها.
دكتور علي!
بأحد غرف المشفى المخصص لعلاج الطب النفسي التي تحمل لافتها اسم د. علي سالم
كان يجلس على مكتبه يتابع حاسوبه باهتمام وبين يده نوته الخاص يدون به ملاحظاته الهامه لعلاج الحالة المطروح من أمامه التسجيل الأخير من مناقشاته معها ينصب تركيزه التام على اشارات يدها ويتمعن بقوة بكل حرف نطقت به ويقارنه بما دونه مسبقا وقت جلوسه معها زفر علي بملل نزع عنه نظاراته الطبية واستكان بجسده الممشوق لخلف مقعده يفرك عينيه بارهاق وعقله شارد بتلك التي آسرت قلبه ويقف هو بمؤهلاته وشهادت وسامه عاجزا عن معالجتها مر أكثر من ثمانية شهور منذ تركهما لمصر وقدومهما لانجلترا ولم يحرز أي تقدم بحالتها صامتة كزخات المۏت البارد يود بكل ذرة بداخله أن يستمع لصوتها ولو لمرة.
كان يطلب بالإسم
لعلاج الشخصيات الهامة من المشاهير وغيرهم ومع ذلك يقف عاجزا أمام حالة فطيمة التي تجعله حائرا عما يصيب قلبه تجاهها يرغب دائما بالبقاء جوارها لساعات طويلة مع إنها لا تشعر بوجوده أبدا.
وبعدين يا علي بقالك ٨ شهور بتحاول بس إنك تخليها تتكلم!
معقولة يكون كلام الدكتور أبراهام صح وحالتها ميؤوس منها وملهاش علاج!
لا مش معقول الكلام ده أكيد حالتها ليها علاج إنت عمرك ما استسلمت يا علي عشان تعملها دلوقتي ابذل كل مجهودك معاها وأكيد هتلاقي تحسن
وأغلق عينيه وهو يحاول تذكر أي تحسن بسيط قد حاز به بعد رحلة علاجه الشاقة فتجعد جبينه حينما طاف إليه ملاحظته الطفيفة فركض لمكتبه يجذب النوت الخاص بحالة فطيمة ودون
بعد ثمانية أشهر من بدء جلسات العلاج لم أتمكن من ارغامها على الحديث مازالت صامتة ترفض الحديث عن ماضيها ولكن ما تمكنت من فعله الأهم من دوري كطبيب.
الآمان.
بالبداية كانت تنزعج كليا من وجودي لجوارها بمكان واحد جسدها يتشنج وترفض سماع أي كلمة تنبثق على لساني ولكن الآن تتقبل وجودي لجوارها تستمع لمحاولاتي البائسة بحثها على الحديث باسترخاء حتى وإن لم تتحدث لي ولكن بالنهاية لم تنفر من وجودي مثلما تفعل مع أي طبيب يحمل لقب ذكر بهويته!
ترك علي القلم عن يده حينما استمع لرنين هاتفه الذي يلمع بإسم فريدة هانم ضم علي شفتيه معا وسحب نفسا مطولا قبل أن يجيب بحماس
فريدة هانم موبيلي المتواضع بيرقص في حالة من عدم الاستيعاب.
وصلت ضحكاتها لمسمعه وأجابته
دكتور علي البكاش اللي مش هيبطل يغلبني بكلامه.
وتابعت بضيق
وبعدهالك يا علي كل ليلة هتقضيها عندك بالمستشفى ولا أيه وبعدين مش كان بينا وعد
رد عليها بحرج
أنا عارف إني وعدت حضرتك بإني هرجع كل يوم بدري بس ڠصب عني حالة فطيمة اللي كلمت حضرتك عنها قبل كده صعبة ومازلت بحاول معاها ابنك الدكتور المحترف عاجز عن علاجها.
صوتها الغاضب أتاه يحذره
هو إنت مبقاش على لسانك غير اللي إسمها فطيمة دي ما قولتلك قبل كده سلم ملفها لأي دكتور تاني أنا كنت واثقة إنك مبقتش ترجع البيت بسبب الحالة دي وهضطر أكلم دكتور ألبرت يشوف حل للموضوع ده.
ردد متلهفا
لأ من فضلك بلاش تكلمي المدير يا ماما.. أأقصد يا فريدة هانم هتضيعيلي خطة العلاج والمجهود اللي بذلته طول الشهور اللي فاتت من فضلك.
رق قلبها إليه فقالت
تمام بس توعدني إنك مش هتبات بره البيت تاني عمران أخوك مبقتش قادرة له لوحدي يا علي عايزاك جانبي تفوقه من اللي هو فيه.
اعتلى الضيق معالمه وتساءل بضجر
عمل أيه تاني الاستاذ
أجابته بضيق
جحظت عينيه صدمة فقال بعدم تصديق
حصلت أنه يشرب خمړة!
ردت بسخط
ومستني أيه منه طول مهو متلم على السنكوحة اللي إسمها ألكس هي والشلة الحقېرة اللي معاها المشكلة إنه مش قادر يستوعب إنها لا تليق باسمه ولا تنفعه ومع ذلك لسه بيقابلها ومش مدي اهتمام خالص لبنت خالتك.
كان حذرا باختيار رده
يا فريدة هانم حضرتك عارفه من البداية إن عمران مهووس بألكس حضرتك اللي صممتي تجوزيه مايسان وهو مش بيحبها فكل ده كان متوقع من البداية.
أجابته باعتراض
ده لمصلحته ولو أخر يوم في عمره مش هسمحله يدخل الحقېرة دي وسطينا.
ونهت حديثهما الغير مستحب لها حينما قالت
المهم إرجع البيت عشان حفلة افتتاح الشركة الجديدة لراكان خطيب أختك.
وتابعت
أنا جبتلك بدلة فخمة هتلاقيها متعلقة في أوضتك.
ضم منخاره بتأفف من عاداتها الغير مجدية للتغيرقائلا
مكنش له داعيأنا كنت هلبس أي بدلة رسمية من عندي.
اعترضت لما قال وكأنه تفوه بحماقات فصاحت
علي من فضلك حافظ على شكل العيلة وسبق وإتكلمت معاك قبل كده.
ردد بعدم تصديق
وهي يعني البدالة اللي هترفع من مكانة العيلة!
واستطرد بيأس
حاضر يا فريدة هانم هكون في الحفل بالمعاد وبالبدالة اللي حضرتك اختارتيها.
أجابته بإعجاب
عفارم عليك يا دكتور.
أغلق الهاتف وهو يلقيه على مضض ليتفاجئ بالممرضة ټقتحم غرفته وهي تردد بنبرتها الانجليزية
دكتور علي على ما يبدو بأن المړيضة فطيمة تواجه مشكلة ما أرجو أن تسرع لغرفتها في الحال.
فور