الأربعاء 04 ديسمبر 2024

چحيمي ونعيمهابقلم امل نصر

انت في الصفحة 150 من 344 صفحات

موقع أيام نيوز


مدى حفاظه على صحته شعر رأسه الكستنائي والمصفف بعناية على مدى تاريخ معرفتها به لا تذكر في مرة أن رأت ولو خصلة صغيرة شاردة أو مشعثة منه دائما منمق وكأنه خارج على الفور من احدى مجلات الموضة الرجالية يرتدي حلته الرمادية وقد كافئها اليوم بتخليه عن رابطة عنقه كارم منضبط دائما في عمله وأيضا في مظهره.
قطع شرودها صوت النادل الذي تلفظ باللغة الإيطالية فلم تفهم منه شئ ولكن كارم رفع رأسه عن القائمة يخاطب الرجل بلكنته وكأنه من نفس بلدته قطبت وهي تتابعهم حتى انصرف النادل بابتسامة


واسعة لكارم بعد أن عرف منه الأصناف التي اختارها فالټفت إليها يعطيها انتباهه كاملا فسألته بدهشة
مكنتش اعرف انك بتعرف ايطالي
واسباني وفرنسي مع الإنجلش طبعا. 
قالها بنبرة متفاخرة أشعرتها ببعض الضيق ولكنها تمكنت من أخفاءه بابتسامة رأئعة فتملكها الفضول لسؤاله
هو انت بتلحق تعمل دا كله إمتى
هز رأسه باستفسار فتابعت بتوضيح
قصدي يعني.. ازاي
وسط مسؤلياتك الكتير مع جاسر الريان بتلحق تهتم بنفسك وبالرياضة عشان جسمك وتتعلم لغات لا وكمان بتعرف مطاعم وتروحها. 
اتسعت ابتسامته ليردف لها
النظام يا كاميليا أهم حاجة الواحد يعرف ازي ينظم وقته قيمة الوقت هي اللي بتفصل بين الناس الناجحة اللي بتعرف تقدره والناس الفشلة اللي بتهدره.
اومأت برأسها بتفهم لتقول بتفكه
بصراحة انا كنت فاكرة نفسي منظمة بس بعد ما شوفتك عرفت اني هوا 
بس انت مش فاشلة 
قالها فتمتمت بالحمد لتسأله بتفكه
افتكر اني لو فاشلة مكنتش هاتبصلي ياكارم صح
صمت قليلا قبل أن يجيبها بجدية
شوفي ياكاميليا انا مانكرش طبعا اني معجب باجتهادك اللي وصلك لمكانة ممتازة في شركة الريان بس كمان لو قولت ان دا السبب الوحيد لارتباطي بيك ابقى راجل أعمى أو غبي.
صمت برهة يرمقها بنظرة متفرسة اربكتها ثم تابع
انت مش ست جميلة وبس يا كاميليا انت جميلة بحد الفتنة يعني جمعتي صفات ملكة الجمال وصفة المرأة الناجحة في ظاهرة نادرة ما بتتكررش كتير انت جوهرة ياكاميليا وعرفت تختار اللي يقدرها. 
رغم أن كلمات الإطراء التي ألقاها على سمعها بإمكانها أن تسعد أي امرأة لكنه مع تشديده الصريح على كلماته الأخيرة انتابها بعض القلق وهي تشعر انها تحمل معني ما منه.
بصدره العاړي كان ېدخن في سجائر التبغ بنهم عل بحريقها تخفف من حريق صدره متكئ بمرفقيه على السور المعدني لشرفة منزله التي تطل من علو على صفحة نهر النيل عن قرب فتجعله قبله للعين صباحا بحركة البواخر والمراكب الشراعية به وراحة للنفس مساءا بهدوء يعم كل شئ حوله الا عنه وقلبه الصاخب بداخله مازال ېصرخ ويقاوم في معركة ضد مليكته التي تشهر أسلحتها في وجهه بكل شراسة ودون رحمة غير عابئة بألمها قبل ألمه تنكر وتصم أذونيها وكأن بذلك تبعده عنها ولا تعلم ان كل محاولاتها تأتي دائما نتائجها بالعكس.
طارق باشا هو في أمل في ليلتنا دي ولا امشي انا ولا إيه بس
صدرت من خلفه بغمغمة نسائية نزقة الټفت رأسه نحو الفتاة التي كانت واقفة خلفه بتململ من طول انتظارها بلا فائدة وقد نسيها في غمرة شروده الذي لا ينتهي بعد أن أتى بها في فورة غضبه يتنوي الڠرق في بئر عشقه للنساء ليتزوق ريحق الزهور من كل لون لينسى حبه اليائس من ذات القلب المتحجر ولكن قلبه الشارد عن طاعته كالعادة غلب كبرياءه المجروح فمنعه عن لمس الفتاة او حتى القرب منها بمجرد أن نظر اليها مطولا وأتت أمامه صورة معذبته!
وضع يده في جيب بنطاله ليخرج لها كمية لا بأس بها من النقود الورقية تلقفتها الفتاة بلهفة تقول
يدوم العز ياباشا بس دول كتير أوي وانت مقربتش مني نهائي.
اومأ بابتسامة جانبية ساخرة
معلش بقى اهو من حظك ونصيبك خديهم وروحي على بيتك
همت لتنصرف صاغرة لمطلبه ولكن شعرت ببعض التردد فقالت
طب انت مش عايز مني أي حاجة انا ممكن أرقصلك او اعمل اي حاجة تفرفشك.
تفرفشني!
قالها بسخرية مريرة وهو يشيح بوجهه عنها متابعا بإشارة كفه لها
امشي يابنتي امشي.
تنهد بحړقة صامتا حتى سمع صوت غلق الباب الخارجي فغمغم بتحسر
منها لله بقى توبتني عن كل الستات وهي كمان حرماني منها. 
ظل قليلا على وضعه حتى انتفض فجأة يدفع السېجارة من يده ليردف لنفسه بلهجة حاسمة وقد احتدت عيناه بوميض غريب وغامض
ماشي يا كاميليا انا وانت والزمن طويل!

أنهت عملها سريعا حتى لا تتأخر عن موعدها مع زهرة في الذهاب معها الى صالون التجميل بعد أتفاقهم السابق كي تجهزها وتشرف على إطلالتها لحفل المساء الذي سوف تحضره مع زوجها وعائلته في عقد الشراكة الجديد اسرعت بالخطوات لتلحق بالمصعد قبل أن ترى وجهه وقد تعمدت اليوم بعدم اللقاء به بعد صډمتها برد فعله المچنون بالأمس ولا حتى في أقصى خيالاتها توقعت حجم تطرفه هذا في التعامل معها يدعي انها طعنته بخطبتها لكارم وكأنها أعطته وعدا بالعشق مچنون!
دلفت
 

149  150  151 

انت في الصفحة 150 من 344 صفحات