قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
كل يوم هحكيلك حدوته منهم
ريتال بفرحة غامرة
هييييييه . طب تعالي معايا أوضتي و أحكيلي هناك لحد ما أنام
يالا بينا .
تشابكت الفتاتان و كأنهما أصدقاء قدامى و ما أن وصلوا إلي باب القصر حتي توقفت ريتال التي قالت بصوت خفيض
بقولك إيه أمشي بالراحة خالص عشان عمو مروان ميسمعناش و إحنا داخلين
إرتابت جنة من حديثها فقالت بإستفهام
ليه كدا
الفتاة ببراءة
مبيبطلش رغي و أنا جالي صداع منه فقومت قولتله هنام و هربت و جريت علي الجنينة و مش عيزاه يشوفني عشان ميفكرش إني كذبت عليه بس خلي بالك دا سر بينا
أبتسمت جنة علي حديث الفتاة و قالت بمزاح
أنتي شكلك حكاية يا ريتا . متقلقيش يا ستي مش هقوله حاجه
طب يالا بينا بقي بشويش
يتبع .....
السادس عشر
كل الأسود حداد إلا الأسود في عيناك. فهو فتنة من نوع خاص.
نورهان العشري
حاجه أمينة . مالك في إيه
لم تستطع أمينة الحديث و لكن بصعوبة استطاعت أن تشير بيدها على
شئ ما أسفل الأريكة في آخر الغرفة و الذي لم يكن سوي بخاخ لعلاج حالات الإختناق المشابهة لذلك فهبت جنة من مكانها و قامت بجلب تلك البخاخه و
تقريبها من وجهها و قامت بالضغط عليها عدة مرات لتستشعر أمينة عودة الحياة إلى ا مرة أخرى فقد كانت على شفير الهلاك فقد انقطع عنها الهواء و لم تعد تستطع حتى إخراج صوتها و إزدادت ضربات ا بشكل كبير إلى أن أرسل الله لها الغوث في تلك الفتاة و التي كانت آخر شخص تتوقع أن يساعدها لتتخلص تدريجيا من آثار أزمتها على أقوي منها عندما شعرت بيد جنة الحانية و التي أخذت تمسد بها ا بحركات دائرية هادئة و بيدها الأخرى كانت تطوق كتفيها و قد آلمها أو لنقل أخجلها هذا الموقف كثيرا خاصة حين سمعت صوتها المتلهف تقول
طمنيني بقيتي أحسن دلوقتي
هدأت أنفاسها تدريجيا و لكن كان صوتها بعيد و لم تكن قادرة على استدعائه فهزت رأسها بضعف لتقول جنة بلطف
طب قومي معايا
افردي جسمك و ارتاحي علي السرير
و كأن حنانها و لطفها كانوا كالسوط الذي أخذ يجلد قلبها دون رحمة .فبهذا المكان تحديدا أذاقتها كل أنواع الاټهامات واشنعها والآن تقوم بأنقاذ حياتها و معاملتها بكل ذلك اللطف و الحنان !
أي جرم ارتكبته في حق تلك الفتاة التي لا تستطيع نسيان نظراتها الملتاعة ولا التوسل الذي كانت تخفيه خلف قوتها بألا تواصل جلدها و إحراق روحها بكلماتها المهينة ولكنها دهست علي كل ذلك بأقدام الظلم و أجهزت على كبريائها دون أن يرف لها جفن من الرحمة و الآن ألقي بها القدر بين يديها و التي لم تتردد لحظة في إنقاذ حياتها بنفس المكان الذي قټلتها به !
انتهت جنة من وضع أمينة في فراشها و دثرتها بالغطاء جيدا و أخذت تناظرها باهتمام تجلي في نبرتها حين قالت
حضرتك عامله إيه دلوقتى
لم تجبها أمينة فلم تطاوعها شفتاها بالحديث إنما هزت رأسها و عيناها مازالت تعج بفوضى الشعور بداخلها و الذي قاطعه دلوف عاصف للجميع إلى داخل غرفتها و كان أول المهرولين هي حلا التي إندفعت إلى فراش والدتها و هي تقول بنبرة ملتاعة
ماما حبيبتي مالك في إيه
حاجة أمينة . انتي كويسة
كان هذا صوت نعمة الخادمة الخاصة بها و جاء صوت مروان الذي كان يمسك بيد ريتال التي ما أن رأت أمينة ملقاة أرضا حتى هرولت إلى الأسفل لتخبر الجميع و قد كان آخر من دخل إلى الغرفة سما التي جاهدت قلقها علي أمينة و رسمت قناع البرود علي محياها و لم تتفوه بحرف و قد جذب انتباهها جنة التي انزوت بعيدا عنهم بآخر الغرفة خوفا من بطشهم
أنا كويسة الحمد لله . اطمنوا
حلا پخوف
كويسة ازاي يا ماما وشك مخطۏف و مش قادرة تاخدي نفسك
أومأت أمينة برأسها بتعب تجلي في نبرتها حين قالت
متقلقيش يا حلا قلت كويسة
إلتقمت عيناها تلك التي كانت تقف بأحد الأركان و يبدو عليها الخۏف فاندفعت تجاهها و أمسكت برسغها تهزها پعنف مصحوب بكلمات قاسېة
أنتي إيه اللي جابك هنا أكيد انتي ضايقتيها بكلامك و خلتيها تعبت كدا
خرج صوت أمينة ضعيف حين قالت
سبيها يا حلا
ارتعشت جنة تحت يدها و هزت رأسها بنفي ليقاطعهم صوت قوي قادم من خلفهم
في إيه بيحصل هنا
للقلب دائما سلطان علي العقل يسلك كل الطرق المشروعة و الغير مشروعة حتي ينفذ إرادتة و هذا ما حدث معه فبالرغم من أنه قد عزم علي محاربتها و كل شعور يخصها داخله إلا أن هناك شئ قوي اجبره قسرا علي الذهاب خلفها مختلقا حجج وهمية ترضي كبرياءه و لكن حين سمع صوت بكاءها شعر و أن