الأربعاء 04 ديسمبر 2024

قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 75 من 336 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 

 

سالم بهدوء جليدي 

السكرتيرة بتاعتي معاد ولادتها كان أول الشهر و فجأة ولدت إمبارح و في مؤتمر مهم في شرم و مينفعش أعتذر عنه و أكيد مش هسافر من غير سكرتيرة فقررت أخدك معايا !

أبتسمت بتهكم و تابعت پغضب 

و حضرتك بتقرر بناءا علي إني شنطه هتاخدها معاك 

كان ڠضبها مثيرا بحق لذا تابع ليستفزها أكثر 

لا بناءا علي إني مديرك و أنتي سكرتيرتي . 

فرح بانفعال

بس أنا مش جاهزة للسفر دلوقتي 

سالم بتقريع خفي 

السكرتيرة البروفيشنال مينفعش تقول للشغل لا . دا أولا . ثانيا و دا الأهم أنتي زعلانه ليه دي فرصة أختبر فيها قدراتك و أشوف بعيني مؤهلاتك يمكن أعيد النظر و أقبل أشغلك في الشركه بتاعتي !

ذلك الرجل يمتلك نصف إستفزاز العالم و أكثر من ثلث عجرفته و تود لو أنه يبتلع لسانه الذي يلقي بها في فوهة بركان ثائر ويجعلها تعجز عن الرد علي إستفزازه .

متنسيش إنك ماضيه عقد و أنا في شغلي مبهزرش 

كانت تلك الجملة التي قالها ما أن رآي

ڠضبها يتصاعد ليجعلها تبتلع جمراته بصعوبه قبل أن تقول من بين أسنانها

و السفر دا أمتا 

النهاردة بالليل 

أجابها بهدوء فأخذت نفسا عميقا بداخلها قبل أن تقول بإذعان 

طب و جنة هعمل معاها إيه 

متشغليش بالك بيها أنا هرتب كل حاجة . ياريت تجهزي نفسك بسرعة . و مش محتاج أقولك تهتمي بمظهرك لإن دا مؤتمر عالمي و أنتي هتبقي واجهة لشركة كبيرة !

وصل ڠضبها لذروته و ودت لو تمسك بتلك المزهرية و ټحطم بها رأسه لكي تشفي غليلها و تطفئ نيرانها المستعرة و لكن أتتها فكرة جعلتها تهدأ قليلا و قالت بهدوء أدهشه

طبعا طبعا دا شئ مفروغ منه . بس إلي أعرفه إن الإنسان بيتقيم من خلال شغله مش من خلال مظهره و دا المسموح لحضرتك تطلبه مني غير كدا لا . عن إذنك عشان اروح أجهز نفسي و أعرف جنة 

لم يجيبها فقد علم من ملامحها بأنها قد وصلت إلي ذروة الڠضب فاكتفي برسم ابتسامة تسلية علي ملامحه و هو يناظرها تغادر و لكن لفت انتباهه شئ صغير سقط منها فتوجه لرؤيته فوجد ورقة صغيرة مطويه تحمل عطرا رجاليا فجعد ما بين عينيه و قام بفتحها لتتجمد الډماء

في عروقه و تتحول لبراكين ڠضب حين قرأ محتواها .

كان سليم في غرفتة يمارس الرياضه پعنف و كأنه يخرج بها شحنات و مشاعر لا يستطيع التصريح بها تطارده كأشباح لا يستطيع مواجهتها جل ما يستطيع فعله هو الهرب منها و قد تجلي ذلك في حركاته العڼيفه فوق الجهاز و قد تلاحقت أنفاسه و بدأت عظامه تئن عليه ۏجعا فترك ما بيده و أخذ يزفر أنفاسه بقوة و كأنه يطرد رائحتها العالقة ب الذي توقفت نبضاتة

حين سمع صوت والدته الآتي من خلفه 

بتهرب من إيه يا سليم 

صدم سليم من كلماتها و ظهورها المفاجئ و نظراتها الثاقبة التي كانت تطالع حالتة التي جعلتها تتأكد من ظنونها و شكوكها حوله و قد فهمت محاولته لمراوغتها حين قطب جبينه مدعيا عدم الفهم 

بهرب ! سليم الوزان مبيهربش يا حاجه . دانا حتي تربيتك 

أقتربت منه أمينة قائله بنبرة ذات مغزى 

و دا عشمي فيك يا سليم 

رفع إحدي حاجبيه قبل أن يقول بإستفهام 

وراك إيه يا حاجه كلامك دا مش من فراغ 

ابتسمت أمينة و هي تطالعه بفخر قبل أن تقول 

يوم ما ولدت سالم فرحة الدنيا مكنتش سيعاني إني جبت لأبوك الولد و كنت أقعد أناكف فيه و اغنيله يوم ما قالولي ولد ضهري أتشد و أتسند كان يضايق و يقولي و أنتي حد يقدر يدوسلك علي طرف يا أمينة كنت أضحك و أجري عليه أصالحه و لما ولدتك أنت جري هو

 

 

عليا و باس راسي و قالي بقيتي أم الرجالة يا أمينة. عملتيلي العزوة إلي كان نفسي فيها . أبوك كان حاسس بالوحدة بسبب أن عمك عاش طول عمره بره فكان عايز يعمل عيلة كبيرة و محسش أنه عملها غير لما جيت أنت. يومها قربت منك و أوي عشان كنت سبب في فرحة كبيرة ليا و ليه . أنت إلي عملتنا عيلة . بعد ما جيت أبوك بطل يتحايل علي عمك عشان يرجع و قالي خلاص عزوتي حواليا. و فعلا كنت طول عمرك أنت و أخواك عزوته و سنده . و هو بېموت قالي أنا مطمن عليكي عشان سايبك وسط رجالتي يا أمينة 

رقت ملامحه لحديث والدتة التي ذكرته بوالده الراحل و ذكرياتهم الرائعة معه فاقترب منها و قام بإمساك يدها و قبل باطن كفها و هو يقول بحب 

إحنا نفديكي بعنينا يا ست الكل 

مدت يدها تمررها فوق خصلات شعره و هي تقول بحنان 

تعيشلي يا

 

 

74  75  76 

انت في الصفحة 75 من 336 صفحات