قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
استشعرت قدومها من عينيه التي امتزج بها الشغف و اللهفه معا فقالت بغنج مثير
احسن بكتير بعد ما شوفتك .. متتخيلش كنت مشتقالك قد ايه
اخترقت جملتها مسامع جنة التي شعرت بطوفان من الڠضب و الإشمئزاز يغزو قلبها پعنف فتجلي ذلك بنظرة خاطفه ألقتها عليه حين مرت بهم فتعلقت عينيه به لدرجة أنه الټفت لا إراديا حين تجاوزته و مرت الي داخل الغرفة حتي وصلت إلي أمينة التي تلهفت عينيها لرؤيتها
تعالي يا جنة يا حبيبتي.
تقدمت منها جنة وعينيها مسلطه علي الطفل القابع بأحضانها وقالت بهدوء
كنت جاية اخد محمود حضرتك شيلاه طول الطريق اكيد تعبتي!
تعالت دقات قلبها وهي تنظر إلي حفيدها بحب تجلي في نبرتها حين قالت
هو انا بردو معقول اتعب منه. دا لو قعد في حضڼي العمر كله متعبش .
ابتسمت جنة قبل أن تتقدم منها بأقدام مرتعشه و ايدي حاولت أن تتحكم في ارتجافها وهي تقول بخفوت
ربنا يخليك لينا .
شعرت أمينة بما يعتريها في تلك اللحظه فقالت بحنو وهي تهب من مقعدها
خليه معايا هوصلك بيه.
وافقتها جنة التي أمسكت بذراعها الممسكه بطفلها و توجهت الي الخارج مرورا بهم فقالت أمينة
هبعتلك بنت من البنات تساعدك متعمليش اي
حاجه خدي محمود في حضنك وريحي..
صدح صوت ساخر من خلفهم كان ل همت التي قالت
والله اشتقنا لحنيتك يا حاجه امينه.. واخده بالك من مرات ابنك اوي. طب مش تجبيها تسلم علي بنت عمة جوزها الي تعبانه ولسه جايه من السفر..
كانت تشدد علي كلمه زوجها بطريقه استفزته كثيرا فتحرك ذلك العرق النابض في رقبته ففطنت تلك التي أرادت أن تعيد الزمن مرة أخرى غافله عن استحالة إحياء المۏتى من جديد.
توقفت جنة و امينة بجوارها و التي فرقت نظراتها بين همت و شيرين التي كانت ترتشف من كوب المياة بعد أن استعادة وعيها فقالت أمينة بتهكم
لما الناس ترتاح و تفوق كدا تبقي تتعرف يا همت.. خلي عندك نظر ..
ڠضبت من اهانتها ولكنها أرادت استفزازها فقالت بنبرة ذات مغزي
لا في دي عندك حق. وبعدين قدامهم وقت طويل يبقوا يتعرفوا علي بعض براحتهم..
كانت تشير الي اشياء تعلم أنها ستغضب أمينة التي تجاهلت حديثها وواصلت تقدمها الي
الخارج الي أن مرت بسليم الذي كانت عينيه مثبته عليها بقوة بينما هي كانت تتفادى نظراته متعمده تجاهله هو و تلك السخيفه التي بجانبه ولكن باغتها حديث امينه حين قالت
سليم تعالي عشان توصل جنة الملحق و تشيل محمود عنها..
جاءه الغيث في طلب والدته منه مرافقتها فقد كان يشتهي اي فرصه تجمعه بها فاندفع يأخذ الطفل منها قاطعا عليها هذا الاعتراض الذي ارتسم علي ملامحها فلم يمهلها الوقت للحديث حين قال باندفاع
اه طبعا. هاتي عنك..
اغتاظت من موافقته السريعه و تجلى ذلك بنظراتها الڼارية له و لكن استوقفها حديث مروة التي اغتاظت من امينه فقالت بلهجه ناعمه كالأفاعى
ايه دا هو الملحق مشغول.. طب انا الاول لما كنت باجي ازوركوا كنت بقعد فيه دلوقتي هقعد فين
يأتي الخير من جوف الشړ لإن من يدبر الأمور هو الله سبحانه و تعالى
التمعت عين امينه بالمكر حين سمعت كلمات تلك لفتاة التي قذفت بعقلها فكرة خطېرة شرعت في تنفيذها علي الفور فقالت بلهجه كمن تذكر شيئا
اااه. تصدقي يا مروة عندك حق. احنا فعلا عاملين الملحق دا للضيوف . يبقي جنة و فرح ييجوا يعيشوا معانا هنا ماهم من أهل البيت وأنت تقعدي في الملحق هناك . عشان بردو متتكسفيش و تبقي براحتك..
لم تصدق جنة التي كانت تشاهد ما يحدث بزهول. خاصة حين التفتت امينه لها قائلة
يالا يا جنة يا حبيبتي اطلعي ارتاحي في اوضتك فوق أنت تعبانه و أنا هخلي البنات يطلعولك الأكل .
أوشكت جنة علي الاعتراض فلم تمهلها أمينة التي قالت بخفوت ونبرة ذات مغزي وهي تمسك بيدها بقوة و عينيها تمنعانها من الحديث
يالا يا جنة يا حبيبتي اطلعي و اسمعي كلامي و هنبقي نقعد نتكلم براحتنا.. يالا يا سليم طلعها اوضتها و اوعي تخليها تشيل الولد دي لسه جرحها طري.
لأول مرة يرحب بأوامر والدته بل و يقوم بتنفيذها فورا قائلا بتأكيد
طبعا يا حاجه.
ثم وجه أنظاره الي جنة التي تغلي من شدة الڠضب و قال بنبره هادئة حد الاستفزاز
احنا تحت أمر الست جنة هانم..
بلغ ڠضبها ذروته فقالت بجفاء
طب و فرح..
قاطعتها امينه قائلة بصرامة
انا هقول لفرح يالا علي فوق..
اطاعتها بنفاذ صبر و توجهت برفقة ذلك الذي ارتسمت بسمة راضيه علي وجهه وهو يمشي بجانبها ..
حدث كل هذا أمام كلا من شيرين و مروة و سما و همت التي قالت بحنق من بين أسنانها
شوفتي أن الوضع معدش ينفع يتسكت عليه اكتر من كدا.
انقشعت غيمة الضعف من عينيها و حل محلها أخرى خبيثة تجلت في نبرتها حين قالت
متقلقيش.