عيش الغراب لسعاد محمد
انت في الصفحة 1 من 207 صفحات
رواية عش العراب ل سعاد محمد سلامه
﷽
الأولى
بإحدى قرى صعيد مصر ب بنى سويف
بمنزل ضخم لإحدى أشهر عائلات البلده والذى ذاع صيتها فى العقد الأخير ليس فقط على مستوى القريه ولا المحافظه بل الصعيد بأكمله والقاهره وبمصر كلها تقريبا
ف العراب أصبح ماركه شهيره بالحبوب الغذائيه ومنتجاتها سواءالدقيق.. والارز...والذره.. وغيرها من البذور المستخدمه فى تصنيع المواد الغذائيه
كما أنهم يمتلكون بعض مضارب الأرز وأكثر من شونه لتوريد القمح من الفلاحين وتسويقه.
بشقه بالدور الثانى
فلقد قامت همس بحك قدمي سلسبيل بأحد الاقلام الناعمهكما داعبت أنفها بأصابعها وأيضا جذبت الغطاء من عليها قائله
إصحى يا سلسبيل الدنيا بتمطر دى أول شتويه فى السنه الشتا بيستفتح بالمطر قومى بسرعه خلينا ننزل تحت المطره ونغنى يا مطره رخي رخى
جذبت سلسبيل الغطاء من يد همس قائله بنعاس سيببنى أنا عاوزه أنام حرام عليكي مطرة أيه اللى ننزل تحتها الدنيا لسه ضلمه إحنا مصلين الفجر يا دوب من ساعتين.
جذبت همس الغطاء وقالتقومى بقي نفسى أغنى تحت المطر دى أول مطره للسنه دىيا عالم هكمل الشتا ولا لاء.
هتكملى الشتا والربيع والصيف وهتعيشى كتير زى جدتى هدايه كده...وتفرحى بأحفادك.
تبسمت همس قائلههما بيقولوا إنى ورثت منها الشكل لكن إنتى ورثتى القوه والعقل .
تبسمت سلسبيل وقالت
أنا مفياش نص قوة جدتى هدايه.
تبسمت همس وقالت طب والأحلام اللى بتشوفيها ولازم تحقق زى ما تكون رؤى غير تواصلك مع اللى ماتوا أنتى كنتى بتشوفى جدى وبيقولك على حاجات هتحصل فاكره وقت رجوع قماح لهنا من تانى أنتى شوفتى جدى قبلها وقالك قولى لجدتك قماح راچع من تانى.
نزلن الثلاث فتيات الى تلك الحديقه المحاوطه بذالك المنزل الكبير
توقفت همس أسفل الأمطار تفتح ذراعيها وتستمتع برذاذ الأمطار فوق وجهابينما كانتا كل من سلسبيل وهدى تختبئن من الأمطار أسفل إحدى شرفات المنزل
نظرت لهن همس قائلههتفضلوا واقفين عندكم كده كتير المطره ممكن توقف فى أى وقت.
تبسمت هدى وقالتأنا بصورك يا همس بالفونفيديو علشان أبقى أفرجه لماما بعد شويه عشان تزعقلكوده يبقى إنتقامى قصاد إزعاجك ليا وإنك صحتينى من النوم وأنا نايمه الفجر أصلا .
غمزت همس بعينيها وقالت وأيه اللى مطير النوم من عينك للفجر يا قطه... سهرانه بتفكرى فى مين إعترفى.
تبسمت هدى وقالت بفكر فى دراستى عندى بحث عن التكنولوجيا ولازم أسلمه بعد بكره مش عارفه ليه دماغك دايما الناحيه التانيه.
تبسمت همس وقالت لا ناحيه تانيه ولا تالته أنا كمان ياأختى زيك مش بفكر غير فى الدراسه اللى خلصت فينا وإرتاحت هى سيلا
وسمعت إن فى خطاب بيجوا لها.... شكل بنات ناصر العراب هيبقوا إتنين قريب بيلا هتتجوز ومش هيبقى غير أنا وأنت.
الدراسه بس كلمت بابا إنى أشتغل فى الحسابات عندنا فى أى شونه غير كمان بفكر أعرض المنحوتات بتاعتى فى معرض خاص.
تبسمت همس قائله بمزح قصدك مساخيطك اللى فى المسخط بتاعك اللى فى آخر الجنينه.
تبسمت سلسبيل وهى ترى قرب همس منها هى وهدى وقامت بشد يديهن سرن معها وأصبحن الثلاث فتيات أسفل مياه الأمطار يلهون بفرحة أطفال.
كان صوت مرحهن مرتفع لدرجة أنه أيقظ ذالك النائم بالدور الثانى أيضا
فتح عيناه بتذمر من تلك الأصوات العاليه التى إقتحمت مضجعه
تنهد
بإزعاج وإتكئ على يده جذب أحد أجهزة التحكم عن بعد صغيرة الحجم وقام بالضغط عليهاإنزاحت تلك الستائرمازال الظلام لم ينقشع بالكامل وأيضابسبب تلك الغيوم أشعل ضوء بالغرفه لجسده طبيعه خاصه يستطيع تحمل قسۏة برد الشتاء ربما طبيعه خاصه إكتسبها من ماضى عاشه بمكان كان أشد بروده من هنا ليس جسده فقط من إكتسب تلك البروده بل أثرت أيضا بتكوين شخصيته يستطيع التحكم بإخفاء مشاعره أمام الآخرين والتعامل معهم بهدوء حتى لو كان من أمامه هو عدوه إكتسب من ذالك دبلوماسية تجعله صاحب العقل الراجح والمفكر صاحب الذكاء المالى لكن هنالك عيب واحد به هو عدم التحكم فى غضبه مع النساء ربما لا يكرهن لكن لا يحبذ التعامل معهن كثيرا يعتقد أنهن لا يجدن شيئا سوى الثرثره وسلب نقود الرجال ومن أجل شيء آخر جسدى يستطيع الأستغناء عنهن بالتحكم فى مشاعره يعطى فقط ما يريد لهن ورغم ذالك لا يعنيه المال كثيرا برأيه أن المال لا يصنع الرجال... الرجال هى من تصنع المال والنساء خلقن لإنفاقه على مظاهر فارغه وتافهه... ربما مخطى فى ذالك لكن من قابلهن بحياته برهن له ذالك.
أغلق المئزر على جسده وفتح باب الشرفه الزجاجى كى يعلم سبب تلك الضحكات الصاخبه...
رأى الثلاث فتيات أسفل الأمطار فى البدايه لم يهتم لهن وسخر من صغر عقلهن فهى حركات طفوليه لا أكثر..
شعر بضيق وعاد الى الغرفه وقام بإغلاق باب الشرفه ثم ذهب الى الحمام وآخذ حمام بمياه فاترهثم خرج وإرتدى ملابسهوأخذ هاتفه وحافظة أموال وضعهم بجيب معطفه الجلدى الاسود العصرى الذى إرتداه فوق ثيابه العصريه أيضا... ثم توجه يخرج من تلك الشقه نازلا لأسفل المنزل.
بينما بالحديقه قالت همس المطره خلاص شكلها هتشطب والساعه قربت على سبعه وزمان ماما هتصحى علشان تنزل تحضر الفطور ألحق أنا أطلع قبل ماما وما تصحى وتزعق يلا اللى تسبق تدخل قبل ماما ما تحس بينا...
قالت همس ودخلت الى المنزل أولا ......
بينما لم يرد قماح عليها أكمل نزول الدرج...
لكن توقف حين
توقفت سلسبيل مخضوضه حين وجدته بوجههاو سرعان ما إنتبهت على يدها التى وضعتها فوق يده دون قصد منها أثناء صعودها... وسحبتها سريعا وقامت سريعا بجذب وشاح رأسها الذى إنزاح من على شعرها الرطب بسبب الامطار التى كانت تلعب أسفلها منذ قليل.
تجنبت من أمامه بأحد زوايا السلم وأكملت صعود دون حتى إلقاء الصباح عليه صعدت بسرعه... كآنها تفر من أمامه.
أكمل نزول ليتقابل مع هدى التى قالت ببسمه صباح الخير يا قماح.
رد قماح عليها الصباح وأكمل نزول باقى درجات السلم وهو يستهزئ بأفعالهن الغبيه بنظره.
دخلن الثلاث فتيات الى شقة والداهن خلف بعضهن يلهثن..
تبسمن حين وجدن من يقف أمامهن يقول بعتاب حنون
من ساعة ما سمعت صوت المطر وبعدها سمعت فتح باب الشقه قولت نزلتم تلعبوا تحت المطرهالمفروض خلاص كبرتوا بقىيلا بسرعه روحوا غيروا هدومكم المبلوله دى قبل ما تبردوا وكمان ماما تصحى وتشوفكم كده وتبدأ وصلتها.
تبسمن له الثلاث فيتات وقولن بنفس الوقتصباح الخير يا أحلى وأغلى بابا.
تبسم لهن وقاليلا بسرعه نهله بدأت تصحىيلا بسرعه على أوضكم غيروا هدومكم وإنزلوا نفطر مع بعضإمتثلت هدى وهمس وفررن على غرفهن سريعا.
بينما سلسبيل قالتبابا هو ينفع منزلش عالفطور أنا معنديش جامعه خلاصوعاوزه أنام.
عرايسلازم تتعلمى شويه من شغل البيت ولا مفكره نفسك بعد الچواز چوزك هيچيبلك خدامه إياك .ردت سلسبيل بآلم مش شد نهله لشعرها لأ أنا مش بفكر فى الجواز دلوقتى ياماما وحضرتك عارفه إنى بعرف أطبخ كويس وحتى شغل البيت بعرف أعمله بس أنا هشتغل الأول وموضوع الجواز ده بعدين أنا مش زى زهرت بنت عمتى ولا هتجوز واحد زى رباح إبن عمى معندوش شخصيه قدام مراتهبكملك كلامك أهو قبل ما تقوليهأنا هصنع مستقبلى بأيدى وزى ما أنا عاوزهوأنا فى دماغى هدفإنى أشتغل ومش بس أشتغل هعمل معرض كمان للتماثيل اللى بصنعها.
قالت سلسبيل هذا وغادرت نحو غرفتها.
تنهدت نهله پغضب وقالت ل ناصرشايف بنتك يا ناصر ودماغها الغبيه.
رد ناصربالعكس يا نهله سلسبيل ذكيه جداوقوتها بتشبه أمىليه شاغله بالك بجوازهاكل شئ نصيب.
ردت نهلهالجواز للبنات ستره يا ناصر ودول تلاته وراء من بعض.
تبسم ناصروالعلام